بعد أربعة أيام من زيارة المسجد شفيت من مرض القلب
كانت لي صديقة لبنانية لا تعرف الإنجليزية ، ولم أكن أعرف العربية ، ومع ذلك فقد كانت لهذه الصديقة – بل والأخت – رغبة قوية في دخولي في الإسلام ، وكانت تحاول أن تحبب إلي الإسلام بلغتها العربية التي لا أفهم منها شيئا ، ولكنها تجتهد في تعليمي بضع كلمات نتفاهم بها .
مع إصرار هذه السيدة بدأ الإسلام يدخل إلى عقلي ويحتل مساحة من تفكيري ، فصرت أتحدث معها حديث الراغبة في معرفة المزيد عن الإسلام .
ذات يوم ذهبت مع زوجي إلى مكتب للعقارات حتى نغير سكننا إلى سكن أقل إيجاراً ، وعند دخولي لفت انتباهي على الطاولة كتاب باللغة الكورية ، وكانت دهشتي عظيمة بوجود الكتاب الذي لم يكن إلا ترجمة مختارة لبعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وصحت صيحة دهشة وفرح وأنا ألفت انتباه زوجي إلى الكتاب المترجم إلى لغتنا ، وطلبنا من صاحب المكتب أن يعطينا الكتاب فوافق مشكورا .
حملنا بضاعتنا الثمينة إلى البيت ، وأصبح الكتاب سلوانا ومدار أحاديثنا ، واعتمدنا عليه في معرفة كثير من الأخلاق الفاضلة التي يتميز بها الإسلام عن غيره ، وبدأت أفهم ما كانت تحدثني به صديقتي اللبنانية .
كنت مريضة بالقلب ، وكان المرض يشتد بي فأشكو من وطأة آلامه .
في سكني الجديد في منطقة " المطينة " كان أبني يلعب خارج البناء ، وكان يلتقيه مدرس سعودي اسمه نعيم محمد ، وكان يدعوه للذهاب إلى المسجد القريب للصلاة .
مع تكرار الدعوة من السيد نعيم أحس ابني في نفسه ميلاً لتلبية الدعوة ، وذهب إلى المسجد لأول مرة ، وعاد إلي منبهرا وصار يتردد على المسجد يوميا ثم يعود ليشرح لي كيف يصلي المسلمون صلواتهم .
اشتد علي مرض القلب في الوقت الذي كان فيه ابناي يدعوانني إلى المسجد ويلحان في الدعوة .
أخيرا لبيت طلبهما ودخلت إلى مصلى النساء ، وحين عدت شعرت بآلام قلبي تخف .
كررت الذهاب إلى المسجد في اليومين التاليين وأنا أجد قلبي يتعافى كلما جلست في المسجد ، حتى كان اليوم الرابع ، خرجت من المسجد ، وقد اختفى الألم من قلبي تماما ، وأدركت أن الله شفاني ، فلم أتردد في إعلان إسلامي مع ولدي الاثنين .
قلت لزوجي بلهجة حاسمة لا تراجع معها ، إذا لم تسلم معنا فسأفارقك وأطلب الطلاق .
كان لابد من أن أضع زوجي بين خيارين : أن يكون مسلما معنا أو أن نفترق ، فمن ذاقت حلاوة الإيمان لا ترضى بغيره بديلا .. وإن فقدت الولد والزوج والأهل .
استغرب أهلي في كوريا إسلامنا ، وخاصة أنا التي يعرفونني بوذية ملتزمة ، لكنهم حين علموا بشفائي من مرض القلب ، وأن الإسلام سبب ذلك رضوا ، وقد أرسلت ترجمة معاني القرآن وكتاب الأحاديث النبوية المترجمين إلى الكورية عسى الله أن يهديهم .
عائشة
( جايني مو ) قبل إسلامها