يوم إسلامي يوم ميلادي الحقيقي
إن قلت لكم أن عمري عشرون عاما فإني في قرارة نفسي أرى عمري الحقيقي عاما واحدا فقط ( مضى على إسلامها عام واحد ) .
أما تلك التسعة عشر عاما التي مضت فهي مثل خمسين عاما أو أكثر لشدة شوكها وما تركته في نفسي من هم وقلق لا حد لهما .
منذ وعيت الدنيا وأنا أرى الشجار الدائم بين أمي وأبي وأعيش في أجوائه .
ذهب أبي وتركني مع أمي التي كانت تعمل في شركة .
كان أغلب وقت أمي في العمل ، والنوم ، ومع أصدقائها ، وكنت في آخر قائمة اهتماماتها .
كنت أشعر وكأنني قيد عليها : دائما متضجرة مني .
حينما أتممت الثالثة عشرة من عمري كنت مشبعة بالآلام النفسية والعصبية ، ولم أكن أستطيع الاستمرار في المدرسة بعد تكرار إخفاقي فيها .
الفترة التي أمضيتها في البيت بعد ترك المدرسة ، وقبل أن أجد عملا ، كانت أتعب لي ، فرفاق أمي في ازدياد ولهوها مستمر .
عملت مع أمي في الشركة التي كانت تعمل فيها لقاء مرتب زهيد لأشتري به طعامي وملابسي .. ولم أستمر ، فقد كانت ساعات العمل طويلة ، وطبيعته شاقة ، ومرتبه قليلا عما ذكرت .
انتقلت إلى مدينة أخرى لعلي اظفر بعمل أفضل ، وكنت وحدي ، لا قريب ولا أحد يقف معي .
زاد فراغي النفسي فصرت أبحث عما يملؤه فسهرت وشربت الخمرة ... لكن هذا لم ينفعني بل زادني فراغا .
انتقلت إلى مدينة أخرى شعرت فيها بشيء من الاستقرار ، فقد كان عملي جيدا .
قررت البحث عما يوفر لي الاستقرار النفسي ففكرت في الذهاب إلى المكتبة لشراء موسوعة الأديان .
أرسلت إلى أحد المراكز الإسلامية أطلب كتبا تشرح لي الإسلام .
وصلتني الكتب ، وقرأتها خلال ثلاثة أيام ، وفي اليوم الرابع أسلمت .
يوم إسلامي هو يوم ميلادي الحقيقي .
الحمد لله على نعمة الإسلام .
" ميلانا " مسلمة بريطانية
نشرت قصتها مجلة " الدعوة " السعودية
العدد 1500 في زاوية هكذا أسلمت